2012-12-13

للمجانين فقط !


ولما كانت الديوك تنهق في الصباح وجب على الحمير أن تصيح، وعلى الغربان أن تغرد وتشدو، كان لزاما على كل المُتعَقلين أن يقلبوا صفحات الجريدة صباحا ليستمعوا لصوت الغراب الحنون، ويرتشفوا الزيت في علبة كوكاولا، مرغمين؟، ربما!، لكنهم سعداء جدا بحزنهم على عقولهم التي ألبسوها أحذية من صناعة غربية.

في المساء انطلق اللص الورع إلى المسجد ليقيم صلاة الفجر, كبر الله مرة وشتمه في الثانية، وأمن من خلفه المُصلّون، وفي السجود دعا الله أن يوفقه لسرقة منزل جاره الفقير، وأن يعينه على صيام رمضان القادم، فالعمر قصير!.

لا عجب!، الغرابه هنا تتعجب من صباح يومها الذي غربت فيه شمس العقل، وذُبحت فيه بقرة الكتاب المقدسة, وأهينت فيه القرود عندما شُبهت بالإنسان غير الآدمي، ليصعد قط إلى أعلى غصن في شجرة النعنع، ويرفرف بجناحيه منتحرا.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات تعبر عن وجهة نظر أصحابها فقط .