2013-03-18

"طوشة المشايخ" في مسجد البيرة.. سنةٌ أم فَرض! (فيديو)

رام الله- (خاص شاشة نيوز) - تقرير منجد أبوشرار- "وَلَّعت!..حسبي الله ونعم الوكيل.." العبارة التي باتت ركناً أساسياً من صلاة المصلين يوم الجمعة بمسجد البيرة (جمال عبد الناصر) في رام الله.


ما أن يَنتهي المصلون من صلاتهم، يوم الجمعة، حتى يشهر "أحد مشايخ حزب التحرير" صوته الحاد في وجه خشوع مصلين وقفوا بين يدي ربهم يبتغون فضلا منه ورضوانا، لِيُمزِقَ بذلك أستار سكينة نَسَجَها المُصلون في لحظات مباركة من يوم مبارك. وحتى يكتمل المشهد يرد مسؤول المسجد، وللتشويش على "الخطيب"، بتشغيل تلاوة من القرآن بصوت مرتفع للقراء أصحاب النفس الطويل، أمثال عبد الباسط عبد الصمد ومحمد الطبلاوي- رحمهما الله- ليقف رجل "قَبَعَت مَعَه" ويشتم الجميع ويخرج حانقا طالبا الغفران من الله!.

"الأمر لم يعد مقبولا، يقول حاتم خالد من رام الله. ويضيف، اعتدت بعد الصلاة من يوم الجمعة ان أصلي ركعتين سنة، وأن أسبح الله قبل أن أخرج من المسجد، اليوم أصبحت أفكر مرارا قبل أن أذهب لأداء صلاء الجمعة، الشيخ يشغل قرآن ودعاء بصوت عال وخطباء حزب التحرير يستمرون في إلقاء الدروس، على الأقل لينتظر خطباء الحزب حتى يُكمِل الناس صلاتهم وليقولوا ما يشاؤوا".


"اتركوا التحريريين ليقولوا كلمتهم، هل يخافون من أن يُعجب الناس بهم. اعتدنا على سماع القرآن تقربا لله، اليوم إدارة مسجد البيرة، أو مسجد جمال عبد الناصر، تستخدم القرآن كأداة لقمع أعضاء حزب التحرير. لا يحق لهم أن يُخرِسوا الناس، من أراد أن يصغي فليصغي ومن لم يرد فهو حر، البيت بيت الله، وكل ما يفعله خطباء الحزب الدعوة إلى الله. يقول خالد عطالله من نابلس.
الشاب عبد الله أحمد، وهو أيضا من رام الله، يقول: إن الخلافات التي تحدث داخل المسجد ما هي إلا انعكاس لحالة التشرذم السياسي الفلسطيني، وعلى وجه الخصوص الخلاف بين التيارات السياسية الاسلامية، رغم ذلك لا يجوز بأي حال من الاحوال منع أعضاء حزب التحرير من الخطابة في المساجد أو أي مكان آخر.


د. مصعب أبو عرقوب
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين، د. مصعب أبو عرقوب، يقول في حديث لـ"شاشة نيوز": "حزب التحرير ينشر الوعي ويحشد الطاقات بكل الأساليب في العالم الإسلامي ومن ذلك الخطب والدروس في المساجد، ولا مبرر للسلطة الفلسطينية والأوقاف لما تقوم به من تشويش ومنع أعضاء الحزب من إلقاء الدروس في المساجد. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض شرعي والتدريس في المساجد ليس فيه نهي قانوني، وليس من الغريب على سلطة ممولة من الغرب أن تزج بنفسها في الحرب على الاسلام لمنع ازدياد زخم العمل لإعادة الخلافة الراشدة، وسبق أن أصدر الحزب بيانا سابقا حول الموضوع".


وأكد أبو عرقوب أن قرارت السلطة الفلسطينية بهذا الخصوص "لا قيمة لها ولا نلقي لها بالا".


وحول احتجاج بعض المصلين على خطابة أعضاء الحزب قال أبو عرقوب: "هذا كلام السلطة ورجالها باللباس المدني هم من يقومون بهذه المسرحيات المفضوحة التي لا تخفى على الناس، وهم معرفون لدى المصلين".


من جانبه قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية، د. محمود الهباش، في حديث لـ"شاشة نيوز": نحن لا نتعامل مع أي خطيب من منطلق انتمائه السياسي، وليس لدينا سياسة تكميم أفواه. هناك معايير محددة يجب أن تنطبق على الخطيب، والقول إن المساجد لله "كلمة حق يراد بها باطل، المساجد لله من حيث الهُوية والرسالة، هُوية المسجد تُعَلِمُنا أن نلتزم بتعاليم الله وبولي الأمر، وصاحب الولاية هنا هي وزارة الاوقاف.


وحمل الهباش حزب التحرير المسؤولية عن حالة الفوضى التي يتسببون بها للمصلين، مؤكدا حرص الأوقاف على أن يكون الخطيب الذي يقف أمام الناس كفؤا مُلِمًا بتعاليم وأحكام الدين.





وأضاف: "نحن أصدرنا قرارا بوقف التشويش على هؤلاء المشاغبين من خلال تشغيل القرآن أو الدعاء في المسجد، وهؤلاء المشاغبين من يتحملون المسؤولية الدينية والقانونية عن الإضرار بالمصلين. نعم المسجد مؤسسة عامة ليست حكرا على أحد إلا أنه ليس مشاعا لكل من أراد الحديث، يجب احترام رسالة المسجد. هناك جهات قضائية وقانونية وتنفيذية للتعامل مع هذه الحالات.


ودعا الهباش الراغبين في  تقديم الدروس والمواعظ في المساجد، من أعضاء حزب التحرير وغيرهم، ان يتوجه إلى وزارة الأوقاف التي تحدد مدى أهلية الخطيب بناء على مجموعة من المعايير المعتمدة لديها.





بعيداً عن كل هذا الجدل والأسباب والمسببات، الحاج أبو محمد الذي تجاوز السبعين عاما من عمره يريد أن يصلي بهدوء وسكينة، لا يهمه كثيرا ما يقول حزب التحرير ولا وزارة الأوقاف.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات تعبر عن وجهة نظر أصحابها فقط .