2012-12-30

هيش للحمير !


بدلةٌ رمادية اللون، ودفتر علامات أزرق طُبِعَ عليه شعار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، رغم أن غالبية الطلاب ليسوا من اللاجئين!، عندما خرج من غرفة الإدارة نظر إلى الأرض بِحَرج، ربما بسب مستوى معرفته المتواضعة باللغة الانجليزية، وبخطى الواثق انطلق  إلى الصف الخامس "أ"، هناك حيث انتهى تبعثر الطلاب بين المقاعد وعلى الشباك والباب، ولزم كل منهم مكانه كأنهم الطلاب في مدرسة!.

" Good morning boys" قال الأستاذ، من المقعد ما قبل الأخير رد عبيدة باستهبال "حيـــــاك الله!".

 رسم أحرف اللغة الانجليزية على اللوح، نقلها حرفا ورسما عن كتاب "بترا"، حينها كان حرف "C" هو نفسه حرف "k"!، بسيطة!، الرجل معذور، كان يدرس مواد الاجتماعيات الفصل الماضي!.

 بعد منتصف الحصة، كانت الثالثة، وبينما الجميع بفكر في الفرصة والساندويتش، قال الرجل بثقة: "Pencils down"، أظن أنه كان يستعرض عضلات ثقافته الإنجليزية النحيلة، اندهش الطلاب، ومنهم من خاف؛ فمعنى الكلمة الغريبة قد يكون شيئا مهما، يَسترِقونَ النظر إلى بعضهم ويهمسون: ماذا يريد! ماذا يريد!، الأستاذ يرفع صوته تصاعديا، ويصرخ  "Pencils down" "Pencils down"، لكن أحدا منهم لم يفهم.

محمود في المقعد الأخير "الجوكر" قال بشيء من الحدة "خلص! شو معناها؟ ما حدا بعرف"، الأستاذ بدأ يلطم على رأسه حتى احمرَّت صلعته، وانفجر بصوته الجهور فاغرا فاه حتى بانت اللهاة: هيش للحمير..! هيش للحمير..! ضع القلم..! ضع القلم..!، كررها مرارا، لقد عَرَّ المدرسة بصوته، أجزم أن صوته كان أنكر من أي صوت آخر عرفته البشرية، تجاوز الـ100 ديسبل!.

أيها الأساتذة الكرام اتقوا الله في أسماع وعقول أبنائنا. أساتذة اللغة الانجليزية.. استَحمَرَ الجيل من بعد أصوات بعضكم، ومنكم التيجان على رؤوس الخلائق.



0 التعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات تعبر عن وجهة نظر أصحابها فقط .