أفراد عائلتها يقضون
عمرهم في مواجهة"كريات أربع"
الخليل- منجد أبو شرار- 6 أمتار فقط هي التي تفصل منزل "أم عامر جابر" عن منازل مستوطني
"مستوطنة كريات أربع" أو "جعبرة " شرقي الخليل، للتنويه فقط: ليست
"أم عامر جابر" هي التي سكنت في مستوطنة "كريات أربع"، بل إن
مستوطنة "كريات أربع" هي التي اقتمحت على "أم عامر" حياتها
ونهبت أرضها وضيقت على أسرتها العيش في منطقة "وادي أبوعياش".
اعتقال من المهد إلى
اللحد
النوافذ وأبواب المنزل والمخازن جميعها لفت
بشباك حديدية علها تقي أسرة "أم عامر" حجارة المستوطنين، "الاحتلال
يعتقل المواطنين الفلسطينين لعام أو عشرة أو حتى أكثر، لكننا هنا معتقلون حكم
عليهم لمدى الحياة من المهد إلى اللحد"، بهذه الكلمات تحاول "أم
عامر" التعبير عن معاناة أسرتها جراء اعتداءات جيش الاحتلال ومستوطنيه،
الشتائم، إلقاء الحجارة عليهم سواء وهم داخل المنزل أو في الشارع، ورميهم بالبيض
الذي لا زالت آثاره واضحة على جدران
المنزل لهذه اللحظة.
تقول "أم عامر": "جيش الاحتلال
والمستوطنين يتفنون في إهانتنا، عندما نطالبهم بمراجعة كاميرات المراقبة لكشف
اعتداءات المستوطنين على الأطفال والمارة يقولون:"الكاميرات لا تعمل"
على العكس في حال سجلت الكاميرات مشهد لطفل أو شاب يدافع عن نفسه فبكل تأكيد
الكاميرا تعمل، والمؤسف أن لا أحد من المسؤولين الفلسطينين يلقي لنا بالاً، في
فترة الأعياد اليهودية لا ليلنا ليل ولا نهارنا نهار!، يجمع المستوطنين الأخشاب
ويشعلون النار ليلاً، الغناء يستمر لساعات ما بعد منتصف اليل، في النهار يدقق حراس
المستوطنة في كل شيء: أين ذاهب؟، أين كنت؟، ماذا تحمل؟، افتح الكيس؟، والتفتيش
الشخصي، عدا عن صلب الشباب لساعات طويلة في البرد والحر".
اصرار على الحياة
بجانب منزل "أم عامر" نظف
الأطفال الفلسطينيون الأرض، سووها، نصبوا خشبتين على كل جانب، وكرة صغيرة جمعوا
ثمنها من مصروفهم اليومي، فإذا هو ملعب كرة قدم يروحون فيه عن أنفسهم، على الجانب
الآخر ألعاب عديدة، مراجيح، بالونات ضخمة، سحاسيل، منتزه لأولاد الدخلاء
المستوطنين، والعلاقة بينهم ليست أكثر من علاقة صاحب الحق الفلسطيني المظلوم مع
العدو الاسرائيلي، "كالنار والبنزين" على حد تعبير أم عامر.
ضرب الاحتلال زوج "أم عامر" على
رأسه مرات عدة، النتيجة أن أصيب زوجها بعجز نسبته 85% بعد إصابتة بنزيف حاد على
الدماغ، ولولا ذلك لألقى به جنود الاحتلال هو وفرشته عن سطح المنزل، تقول أم
عامر" منذ فترة منعنا الاحتلال من الصعود على سطح المنزل، ولما كانت الأجواء
حارة آثر زوجي النوم على سطح المنزل، عندما شاهده جنود الاحتلال اقتحموا المنزل
وحملوا زوجي هو والفرشة وكادو أن يلقوا به عن سطح المنزل، لولا أن صرخت عليهم أشرح
لهم مرض زوجي.
اعتقال الإبن واجهاض
الجنين
تقول أم عامر: "يوم خطوبة ابني عامر26
عاماً اعتقله الاحتلال ونغص عينا فرحة طالما انتظرناها، وتستذكر "أم عامر"
عندما اقتحم المستوطنون منزلها فتقول: " ذهبت إلى سوق الخليل لأشتري بعض
احتجيات المنزل، وعندما تجاوزت مدخل المستوطنة أثناء السير في الطريق إلى المنزل،
كان المستوطنون قد انتشرو في كل مكان من الشارع، يهتفون ويصرخون، أقترب شيئا فشيئا
إلى المنزل فإذا بصرخات أبنائي وبناتي تتعالى من داخل المنزل، المستوطنون اقتحمو
منزلي ودمروا محتوياته، قبل أن أصل بوابة المنزل شدني المستوطنون وأسقطوني أرضاً
وانهالوا عليّ بالضرب، كنت حاملا في تلك الفترة في الشهر الخامس، توفي الجنين على
الفور بعد ما ضربني المستوطنون بلا رحمة.
"شو جبرك على
المر؟"
يقول المثل الشعبي: "شو جبرك على
المر؟، قال: الأمر منه"، هو بالضبط ما يجيب على تساؤل لماذا تقوم اسرة
"أم عامر" بغسل سيارات المستوطنين في مشحمتهم الموجودة في الطابق الأول
من المنزل؟، ترد أم عامر"كيف بدي أعيش؟! أسرتي عشرة أفراد من سينفق عليهم
وزوجي عاجز بنسبة 85% ؟!، المؤسف أن المحافظة تعلم جيداً بوضعنا السيئ، لم يقدمو
لنا شيئاً، أمام الناس يقولون لنا: حياكم الله أكتبوا لنا مطالبكم في رسالة لنعرف
احتياجاتكم، وبعد مراجعتهم عشرات المرات لا نرى منهم شيئأ يحمد".
المخاطر والإهانات التي تتعرض لها أم عامر دفعتها إلى الرحيل من منزلها لأربع سنوات متتالية، تتساءل "أم عامر" : "أين السلطة وأين مؤسساتها؟، لماذا لا يساعدوننا على الصمود في أرضنا؟، أين المسؤولين الذين يتغنون بدعم صمود الفلسطينين في مواجهة الاستيطان؟، في حال أقدم أحد على بيع منزله أو هجره يستنكر الجميع ما فعل، يقولون إذا كان محتاجاً للمساعدة لماذا لم يتوجه إلينا! رغم أن أقدامنا حفيت ونحن نراجع المحافظة والمسؤولين، نحن ننتظر مصيراً مجهولاً!".
0 التعليقات:
إرسال تعليق
التعليقات تعبر عن وجهة نظر أصحابها فقط .