الخليل- منجد أبو شرار- على أنغامِ طَنينِ البعوض
و"تِي رَش رَش" اجتمعَ رعاةُ الذباب والهسهس ليلاً، والليل على العيوب
سَتَّار. تناكحت عقولهم في خُلوة محرمة ليتناسل الدمار والخراب من بنات أفكارهم.
والخرابُ هنا كالموت في بلادِ العرب، كأمة تطايرت منها
شظايا الغباء والحُمق- بَعدَ أن حادَت عن طَريقِ عِزتها- مثل قُنبُلةٍ عنقوديةٍ
انفجرت في مسجدٍ بدمشق أو بمقام في كَربلاء، فتعالت أصوات شتائم الأموات عليها من
الأجداث.
عجائز الطوابين النّمامة الثرثارة، قليلة الحيلة، وكعادتها
لم تفعل شيئا سوى النحيب واللطم، واختبأت خلف مبررات هشة من زجاج، وأعلنت عن حملة
لاغتصاب العقول! رغم أنها لم تعد عذراء منذ زمن، وبعض الفكر عُهر، وعهر البعض فكر!.
لحظة.. دعونا نمارس قليلاً من الكذب الحلال. الصدق يقتلنا
يا قوم! الأعرابُ صَنعت الأصنامَ وعَبَدَتها أملاً في شفاعتها عند الله، وأحيانا
من جوع. نحن "المبدعون!" نصنع الأصنام في كل حين، لِتَمتَطي عُقولنا
وتَأكلنا حين تجوع أفكارها.. حتماً سيغضب أبو جهل، وتلعننا اللاة والعُزى وهبل!.
ذات يوم حَلُم رجل واقتحم. وبما اننا نائمون لِنحلُم، مع
العلم أن الحلم مجاناً حتى أنه يحدث وأنت نائم، تخيل! ولن يرهق عقلك العظيم،
عَلَّنا نُحطم أصنام صنعها وعينا والقَوَّادون.
يقول علماء الحشرات: للذباب القدرة على التنبؤ بقدوم
الأعداء من خلال استشعار التغير في حركة الهواء بواسطة قرون الاستشعار والأجنحة،
ما يجعل من امكانية صيدها أمرا صعبا غالبا، بين هذه السطور الكثير من الذباب، جيد
إن اصطدت واحدة!.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
التعليقات تعبر عن وجهة نظر أصحابها فقط .