سيارات بيرزيت- صورة لراية أف أم |
منجد أبو شرار - رَسَت السَيدةُ السَمينَة على كُرسي سيارة "الفورد" وبدا جليًا أن الله بارك لها في كل إمكانياتها، تلاطم الركاب بِبَعضهم وكَأن أَمواج
المَد العالي ضَرَبَت التاكسي. خلال المسافة من مدينة رام الله إلى جامعة بيرزيت بَقيتُ معلقَا على أقصى يسار الكرسي الأخير لا أنا على الأرض ولا في السماء، فكلما مالت السيارة يسارًا تَشَهدتُ وأَقبَلتُ على الله، وحاولتُ النَظَرَ جادا من النافذة كي يبدو الأمر طبيعيًا، لا شك أنني كنت من "أهل الشمال" في تلك اللحظات!
وبينما السائق اللئيم لا يُلقي لي بالًا، كانت السيارةُ تَموجُ بِمَن فيها بخاصة على المَطبّات وما أدراك ما المَطبّات! صَرَخت السيدة في وجه السائق "سَواد عَليك! بِّدكَ تكَتلنا! شوي شوي!"، قلت لنفسي يبدو أن أنفها الذي اصطدم بالكرسي المقابل آلمها حين توقفت السيارة فجأة.. "جابنا في حوض نعنع!" قال أحد الركاب من الكرسي الخلفي.
كثير من سائقي تاكسيات خط رام الله- بيرزيت يظنون أنهم ينقلون بندورة وبطاطا لا بشر أو طلاب أو أهالي بلدة بيرزيت! سرعة عالية لا داعي لها غالبا ما تنتهي بمشادة كلامية مع السائق، والمَطبّات لا اعتبار لها، 4.5 شيقل أجرة الراكب هي كل شيء.
ومن مفارقات السائقين غير المنطقية أيضا، أنه في ساعات الصباح إذا أردت أن تذهب لبلدة بيرزيت وليس الجامعة، يَتَمَعَرُ وجه السائق ويقول: إبحث عن سيارة ستذهب للبلدة! وفي المساء إذا أردت أن تذهب للجامعة يقول لك السائق إبحث عن سيارة ستذهب للجامعة، رغم أن مسار المركبات شامل للبلدة وللجامعة في كل الأوقات والأحوال! وبين البلدة والجامعة والسائق تضيع دقائق حاسمة في بحر اليوم.
قبل أيام معدودة تقرر لسبب ما نقل مرأب سيارات بيرزيت لساحة قرب مقر الرئاسة، الطلاب مستاؤون جدا من القرار، بخاصة أن فصل الشتاء على الأبواب، وهذه ليست المرة الأولى التي يتغير فيها مكان موقف السيارات.. السادة في أماكن صنع القرار اعثروا على مكان مناسب للمرآب وكفى.
0 التعليقات:
إرسال تعليق
التعليقات تعبر عن وجهة نظر أصحابها فقط .