2015-03-23

"ست الحبايب".. وُرودٌ وعُقوق!


منجد أبو شرار- منذ ساعات الفجر وهاتف أم سعيد التي لم تكسب من كنيتها إلا الإسم بسبب مشاكل أبنائها مع أهل الحي، والهاتف يرن مرة تلو الأخرى مثيرا حالة من الصخب والقلق في المنزل، فإذا هو سعيد "أبو المشاكل" أراد أن يقول لها في يوم الأم إن "كل أيام السنة عيد وليس هذا اليوم الكافر، حسب تقويم الفرنجة، رغم ذلك كل عام وأنتي بخير"، دعوات بالرضى والتوفيق سمعها وأنهى المكالمة كإبن بار! 

حينما أغلق الهاتف حَضَر من مكان بعيد في ذاكرته يوم أن كسر مرايا السخان الشمسي لأن "ست الحبايب" رفضت أن تعطيه 3 شواقل لإصلاح إطار درجاته الهوائية! لتثور هي الأخرى كالبركان تنفث سحابة ضخمة من شتائم طالت الذات الإلهية! أتبعتها برشقات مما تيسر من الحجارة بعضها أصاب حديقة الجيران! وهو يقف من بعيد يصفق ويصرخ "إي إي إي.. ولـــــعـــت ولـــعــت"!.

خطيب الجمعة في مسجد المدينة خَسِر من صِحَته الكثير وهو يصرخ على المنبر رغم وجود السماعات- لا أعلم لماذا- ليقول إن الإسلام كَرّم المرأة أمًا وأختًا وابنةً وزوجةً، مستطردا في الاستدلال على ذلك بآيات من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وبحوادث من التاريخ الإسلامي، وإنه ليس هناك في الإسلام شيء اسمه "عيد الأم". أحد الشبان كان يقف بباب المسجد مع نهاية الصلاة وفي يده مجموعة من المنشورات ويردد: "أضخم عروض الهدايا من (...) في عيد الأم، كل عام وست الحبايب بألف خير!" وطفل بَدَت عليه ملامح الضَجَر يسأل والده "بابا ليش الشيخ كان يصرخ!".

بعد يوم حافل بالشغب والمشاكسة أنهت "ميرال" دوامها المدرسي، وكما الطلاب "المتفوقين"، متناسية وصايا أمها، ألقت بحقيبتها على مدخل المنزل! ودخلت بوجهها الأحمر الذي تلقى صفعة من المُعلمة لأنها لم تحل الواجب، وسألت؛ يما.. يما.. إيش طبختي اليوم؟ ردت أمها: مجدرة ! مالها المجدرة منيحة، أشاحت "أبو الشباب" بوجهها اشمئزازا وأطبقت باب الغرفة بقوة، فتحت جهاز الحاسوب وكتبت "كل عام وأنتي بألف خير يا ماما، الله يخليلي إياك يارب وما يحرمنا منك" وانهمرت "اللايكات" نفاقا، ودموع أمها أسفا!

 الساعة الآن التاسعة مساء.. يلمم محمد بقايا ورود وحب باعها للمارة في "يوم الأم" على دوار الشهداء وسط المدينة، لا يأبه كثيرا لجدل المشايخ إن كان "يوم الأم" حلال أم حرام! هو يأبه فقط لجمع ما يكفي من النقود حتى يشتري علبة الدواء لأمه المريضة، مرضها اقعدها عن العناية بأبناء غاب ابوهم، وفي هذا اليوم قرر صاحبنا ألّا يعود إلا وعلبة الدواء برفقته، ظل حتى المساء متنقلا من إشارة لأخرى ينادي: ورد ورد.. وفي المساء دلف الى صيدلية، طلب من الصيدلي الدواء وأوصاه وصية، ثم اتجه الى المنزل يحث الخطى رغم تعبه، دخل على والدته، قبّل يدها ثم اعطاها العلبة، على وجهها الاول مكتوب: حبة 3 مرات يوميا، وعلى وجهها الأخر كل يوم وأنت بألف بخير.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

التعليقات تعبر عن وجهة نظر أصحابها فقط .