"طوشة المشايخ" في مسجد البيرة.. سنةٌ أم فَرض! (فيديو)

رام الله- (خاص شاشة نيوز) - تقرير منجد أبوشرار- "وَلَّعت!..حسبي الله ونعم الوكيل.." العبارة التي باتت ركناً أساسياً من صلاة المصلين يوم الجمعة بمسجد البيرة (جمال عبد الناصر) في رام الله.

من فمك أدينك يا "افيخاي أدرعي- AVICHAY ADRAEE"

بلغ عدد الشهداء الأطفال خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 43 طفلا من أصل 167 شهيدا. وجُرح أكثر من 330 طفلا من ما يقارب 1225جريحا.

للمجانين فقط!

انطلق اللص الورع إلى المسجد ليقيم صلاة الفجر, كبر الله مرة وشتمه في الثانية، وأمن من خلفه المُصلّون، وفي السجود دعا الله أن يوفقه

هيـــش للحمير !

بعد منتصف الحصة، كانت الثالثة، وبينما الجميع بفكر في الفرصة والساندويتش، قال الرجل بثقة: "Pencils down"، أظن أنه كان يستعرض عضلات

أم عامر جابر"كومة حجار ولا هالجار"!

للتنويه فقط: ليست "أم عامر جابر" هي التي سكنت في مستوطنة "كريات أربع"، بل إن مستوطنة "كريات أربع" هي التي اقتمحت على "أم عامر" حياتها ونهبت أرضها وضيقت على أسرتها العيش في منطقة "وادي أبوعياش".

2013-06-18

رعاة الذباب والهسهس!

الخليل- منجد أبو شرار- على أنغامِ طَنينِ البعوض و"تِي رَش رَش" اجتمعَ رعاةُ الذباب والهسهس ليلاً، والليل على العيوب سَتَّار. تناكحت عقولهم في خُلوة محرمة ليتناسل الدمار والخراب من بنات أفكارهم.

والخرابُ هنا كالموت في بلادِ العرب، كأمة تطايرت منها شظايا الغباء والحُمق- بَعدَ أن حادَت عن طَريقِ عِزتها- مثل قُنبُلةٍ عنقوديةٍ انفجرت في مسجدٍ بدمشق أو بمقام في كَربلاء، فتعالت أصوات شتائم الأموات عليها من الأجداث.

عجائز الطوابين النّمامة الثرثارة، قليلة الحيلة، وكعادتها لم تفعل شيئا سوى النحيب واللطم، واختبأت خلف مبررات هشة من زجاج، وأعلنت عن حملة لاغتصاب العقول! رغم أنها لم تعد عذراء منذ زمن، وبعض الفكر عُهر، وعهر البعض فكر!.

لحظة.. دعونا نمارس قليلاً من الكذب الحلال. الصدق يقتلنا يا قوم! الأعرابُ صَنعت الأصنامَ وعَبَدَتها أملاً في شفاعتها عند الله، وأحيانا من جوع. نحن "المبدعون!" نصنع الأصنام في كل حين، لِتَمتَطي عُقولنا وتَأكلنا حين تجوع أفكارها.. حتماً سيغضب أبو جهل، وتلعننا اللاة والعُزى وهبل!.

ذات يوم حَلُم رجل واقتحم. وبما اننا نائمون لِنحلُم، مع العلم أن الحلم مجاناً حتى أنه يحدث وأنت نائم، تخيل! ولن يرهق عقلك العظيم، عَلَّنا نُحطم أصنام صنعها وعينا والقَوَّادون.

يقول علماء الحشرات: للذباب القدرة على التنبؤ بقدوم الأعداء من خلال استشعار التغير في حركة الهواء بواسطة قرون الاستشعار والأجنحة، ما يجعل من امكانية صيدها أمرا صعبا غالبا، بين هذه السطور الكثير من الذباب، جيد إن اصطدت واحدة!.

2013-06-08

القروض البنكية : حل لأزمة وخلق لأزمات

رام الله- منجد أبو شرار- القروض كالقاروض . هي العبارة الأنسب للتعبير عن وضع أولئك الموظفين الذين دفعهم سوء الأوضاع الإقتصادية وقلة رواتبهم إلى اللجوء إلى البنوك الفلسطينية؛ لاقتراض المال لقضاء حاجة لهم لم تعد حياتهم تستقيم بدونها، كشراء أو بناء منزل أو شراء قطعة أرض أو سيارة.

من بين هؤلاء الموظفين، صالح بدوي الذي أراد أن يستقر في حياته ويشتري منزلا؛ فاقترض من البنك مبلغ 115.000 دولار وكان مضطراً أن يقبل بتسديد قسطاً شهرياً بقيمة 1200 دولار، علماً أن راتبه الشهري من السلطة الفلسطينية هو 1400 دولار فقط، أي ما نسبته 80% من راتبه الشهري، ويتوقع بدوي خلال سنوات السداد أن يواجه اشكاليات كبيرة فيما يتعلق بقدرته على تلبية احتيجات أسرته وحياتها اليومية.


حالة الموظف عمران زكارنة لا تختلف  كثيراً عن بدوي، اقترض زكارنة مضطراً مبلغ 110.000 دولار لغرض شراء منزلاً له وعائلته ليتخلص من أجارات الشقق العالية، وتحت ضغط الحاجة قبل بتسديد ما نسبته 70% من راتبه الشهري، يقول زكارنة: عندما تذهب لأحد البنوك مدفوعاً بضرورة حاجتك الملحة تفرش لك البنوك الطريق بالورود، لكن سرعان ما تكتشف أنه طريق مليئ بالأشواك.

 جرى الإتفاق بين زكارنة والبنك على أن يسدد 760 دولار شهرياً إلا أنه وبعد فترة يكتشف أن البنك يحسم من راتبه الشهري 808 دولار بحجة العمولات وغيرها من الإجراءات البنكية.   

بثينة السماري موظفة أخرى تشتكي من طول فترة السداد المترتبة على القرض السكني الذي اضطرت أن تأخذه من أحد البنوك الفلسطينية. السماري ستضطر إلى دفع  37% من راتبها لمده 25 عاماً، تقول السماري : "أعتقد بإن ذلك سوف ينعكس على قيمة المصروف اليومي ليصل إلى الحد الأدنى".

وتستمرالأزمات المترتبة على القروض، ضيف الله التميمي، موظف حكومي لديه طالبان جامعيان وطالب مدرسي ولا ننسى أن هناك منزلا يحتاج إلى الكثير من المصاريف اليومية، إضطر التميمي إلى شراء سيارة له للتنقل بحرية بعيداً عن مشاكل المواصلات التي لا تنتهي، فكان منه أن لجأ إلى أحد البنوك لشراء السيارة إلا أن النتيجة ان أصبح يدفع شهريا ما نسبته 40% - 45% من راتبه الشهري الأمر الذي أدى على حد تعبير التميمي إلى "إرباك في حياته المالية ". يقول التميمي: إن البنوك الفلسطينية تعقد الكيفية التي يحصل بها المواطن الفلسطيني على قرض ما، وتسائل التميمي عن دور سلطة النقد الفلسطينية في تنظيم عملية سداد القروض التي أصبحت– سداد القروض– كالشبح الذي يطارد الموظف طوال الشهر .>

وعن سبب إرتفاع نسبة سداد القروض في البنوك الفلسطينية بالمقارنة مع البنوك الأخرى في العالم كبريطانيا التي تتراوح فيها نسبة السداد الشهري ما بين 15% - 25% يقول مدير التسهيلات البنكية في الضفة الغربية في بنك فلسطين سامر خالد: إننا لا نتحكم في نسبة سداد القروض، إنما نلتزم بقرار سلطة النقد الفلسطينية الذي ينص على عدم تجاوز نسبة السداد الشهري للقروض ب 50% من الدخل العائلي وإن نسبة سداد القروض الشهرية لا تتجاوز هذه النسبة. وإذا حدث غير ذلك فإن سلطة النقد تسجل علينا مخالفة لقراراتها.

وعن المعيير التي يستخدمها بنك فلسطين في عملية الإقراض يقول خالد : نأخذ في الإعتبار شخصية العميل والقدرة على السداد والحالة ورأس المال والضمانات.

 يقول المحاضر في جامعة بيرزيت د.فتحي سروجي أن نسبة السداد الشهرية على القروض يجب أن لا تزيد عن 40% من رواتب الموظفين، كما أن تعثر السداد من قبل المقترضين يكون له العديد من الآثار السلبية على المقترضين أنفسهم كالتأثير على قوتهم الشرائية  وتزداد هذة الآثار السلبية على الموظف في حال تم فرض فائدة إضافية على القرض عند تعثر السداد ؛وهو ما يؤدي إلى تراكم الديون عليه.

 وأضاف السروجي، لا تقتصر هذه الآثار على المقترضين أنفسهم بل تتعداهم لتطال الإقتصاد الوطني الفلسطيني كتحجيم نمو الناتج المحلي الإجمالي.

تجدر الإشارة في نهاية هذا التقرير إلى الصعوبات التي واجهناها في مقابلة الأطراف الممثلة للبنوك الفلسطينية وكذلك سلطة النقد، إذ أن كل من بنك الإسكان فرع بيرزيت وكذلك البنك العربي رفضا إجراء أي مقابلة حول هذا الموضوع، وكذلك سلطة النقد التي تعاملت مع الأمر بشكل بيروقراطي بالغ التعقيد؛ فلم نتمكن من التعرف على دورهم في تنظيم العلاقة بين البنوك والمقترضين .

يبت أم معتز المحتسب.. شريان صغير يمر منه الطلاب إلى مدارسهم في قلب الخليل

الخليل- منجد أبو شرار- "فلسطيني والبين لاطيني" أجزم أنها لم تات من فراغ، الاحتلال الاسرائيلي يعاقب تجنياً على كل شيء، من ذلك أنه قد يعاقبك على موقع منزلك أو تصميمه القائم قبل أن يعرف أجداده أين تكون فلسطين وفي أي اتجاه.


على بعد نحو60 متراً من الحرم الابراهيمي الشريف شاءت الأقدار أن يبنى منزل السيدة "أم معتز" المحتسب. السيدة المحتسب جعلت من منزلها ممراً امناً، بل معبراً فلسطينياً، وبطبيعة الحال تحت سيطرة الاحتلال الاسرائيلي، بالتأكيد ليس معبراً تجارياً، بل معبراً لطلاب مدارس البلدة القديمة في الخليل الذين يمنعهم الاحتلال من الوصول إلى مدارسهم أو العودة إليها.

تقول السيدة المحتسب: منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 دأب الاحتلال الاسرائيلي على إغلاق طريق الحرم الابراهيمي الذي يمر منه طلاب مدارس البلدة القديمة في الخليل ذهابا واياباً، وتتفاقم المشكلة في فترات منع التجول والأعياد اليهودية، النتيجة كانت أن المدارس تفتح أبوابها ولا يتمكن الطلاب والمعلمين من الوصول إليها ومنهم أبنائي، يداومون يوماً ويتعطلون عشرة، مما انعكس على مستواهم في الدراسة بصورة سلبية، حتى أن أحد أبنائي ما زال يواجه صعوبة في القراءة لهذا اليوم.

الباب..رحلة عذاب

في تلك الفترة كانت سلطات الاحتلال أغلقت أحد أبوب المنزل الذي يفضي إلى منطقة "السهلة"، تقول السيدة المحتسب: بعد أن هاجم المستوطنين أبنائي بالسكاكين أثناء ذهابهم إلى المدرسة فتحنا "باب السهلة" الأقرب لمدارسهم والأكثر أمنا، وهو ما لم يرق لسلطات الاحتلال. خَيَّرونا بين اغلاق أحد الأبواب، إما "باب السهلة" الذي يصل إلى مدارس الطلاب، أو "باب السوق" الذي يربطنا بالمدينة ومنطقة "باب الزاوية"، هددتنا الشرطة الاسرائيلية يتحميلنا المسؤولية عن أي عملية فدائية تحدث في المنطقة، إلا أن إصرارنا حال دون اغلاق الباب.

تقول السيدة المحتسب: "ما يقارب الثمانين طالباً وطالبة كانوا يمرون من المنزل في فترة الاغلاقات، طلاب حارة "بني دار" و"سوق اللبن" يعبرون من منزلنا إلى مدرسة طارق بن زياد ومدرسة الفيحاء والمدرسة الابراهيمية، وعلى الجهة الأخرى يعبر الطلاب إلى المدرسة اليعقوبية ومدرسة خديجة عابدين ومدرسة تيسير مرقة، وهكذا دواليك، هنا المسافة التي يقطعها الطلاب ليس أكثر من 20 مترأ"عرض الشارع فقط"، أما في حال أنه لم يتمكن الطلاب من العبور الى مدارسهم من خلال منزلنا فسوف يقطعون مسافة تقرب من 6 كيلومترات "يمرون طريق الحاووز والضاحية حتى يصلوا إلى مدارسهم"، وهذا ما كان يحدث بالفعل قبل أن نقوم بفتح "باب السهلة"؛ الأمر الذي قلل إلى حد بعيد من معاناة أبنائنا الطلبة".
السلم لم يسلم

في بداية الأمر استخدمت عائلة المحتسب سلماً خشبياً للنزول إلى الشارع عبر"باب السهلة"، كانت نساء الحارة تتناوب على وضعه في الصباح ورفعه إلى المنزل في المساء، المستوطنون سرقوا السلم!. عائلة السيدة المحتسب اشترت سلماً خشبياً جديداً، وكثيراً ما رمى المستوطنون السلم بعيداً عن المنزل، بل ويقذفون الحجارة على كل من يمر في المنطقة؛ بغية تعطيل وصول الطلاب إلى مدارسهم وتهديد أمن المارة.

 وتستذكر السيدة المحتسب عندما أخذ المستوطنون السلم الخشبي إلى منطقة "الحسبة" إلى أن أحضره أفراد مجموعات السلام الفاعلة في البلدة، السلم الحديدي الظاهر في الصورة أيضا له حكاية، تقول السيدة المحتسب: قدمنا ما يقارب العشرة طلبات للجنة اعمار الخليل حتى جهزوا لنا السلم الحديدي الحالي، على الأقل السلم الحديدي ثابت وثقيل لا يستطيع المستوطنين سرقته أو اتلافه حسبما تقول المحتسب.

"أين الولد"؟
تشتكي السيدة المحتسب من كثرة تفتيشات الاحتلال المفاجئة لمنزلها؛ تقول: عندما يطلب جنود الاحتلال من طلاب المدارس القدوم إليهم يهربون؛ خوفاً من أن يضربهم الجنود أو أن يعرضوهم للاهانة وما أكثر أشكالها!؛ طريق الهرب حتماً سيمر من منزلنا، لحطات تفصل بين مرور الطلاب وبين اقتحام جنود الاحتلال للمنزل، تتعالى صرخات الجنود" أين الولد..أين الولد"، هنا يكون الطالب قد خرج من الباب الآخر ووصل إلى بر الأمان، هذا الأمر على حد تعبير المحتسب "يسلبنا الشعور بالامن والاستقرار في منزلنا".


تقول السيدة المحتسب: إلى يومنا هذا ما يزال منزلنا يفتح أمام طلاب المدارس والمعلمين العاملين البلدة القديمة في حال أغلقت سلطات الاحتلال طريق الحرم، ولن نسمح لقرارت الاحتلال الجائرة بأن تجعل من أبنائنا جيلا جاهلاً.

استثمار فلسطيني بمليارات الدولارات في المستوطنات

رام الله- منجد أبو شرار- أثارت دراسة أعدها طالب ماجستير في جامعة أبو ديس ضجة كبيرة في الأرض الفلسطينية، بعد أن كشفت أن رجال أعمال فلسطينيين يستثمرون داخل المستوطنات الاسرائيلية 2.5 مليار دولار كحد أدنى، وبحد أعلى يقدر بـ5.8 مليار دولار.

وتتوزع النسبة الكبرى من رأس المال الفلسطيني المستثمر داخل المستوطنات وإسرائيل على أساس نسبة مساهمات المحافظات الفلسطينية على النحو الآتي: محافظة الخليل وذلك لكبر حجم المحافظة وقوة اقتصادها، ثم محافظة رام الله والبيرة، ثم محافظة نابلس والمحافظات الشمالية.

وقال الباحث عيسى سميرات الذي أعد الدراسة خلال مسيرة حصوله على درجة الماجستير من جامعة القدس في أبو ديس: يتركز حجم الإستثمار الفلسطيني داخل المستوطنات وإسرائيل في مجموعة من القطاعات الهامة، مثل قطاع البناء الذي يشكل الجزء الأكبر من حجم المال الفلسطيني المستثمر داخل "إسرائيل" والمستوطنات، وأيضاً قطاعات الصناعة والزراعة والتجارة.

وعن مدى الاهتمام الذي لاقته الدراسة من المسؤولين الرسميين في السلطة يقول سميرات: عقد المجلس التشريعي اجتماعا بقرار من الرئيس عباس لمناقشة نتائج الدراسة ووضع الاقتصاد الفلسطيني، إلا أنه- ومن المؤسف- لم يتم الاهتمام بالدراسة إلا بعد أن تناولتها الصحف الإسرائيلية، رغم من أن الدراسة نشرت في صحيفتي القدس والحياة ووكالة معاً والعديد من المواقع الإلكترونية.

بناء جدار الفصل

وحسب سميرات "يتمثل شكل الإستثمار الفلسطيني داخل إسرائيل والمستوطنات برأس المال النقدي والأيدي العاملة الفلسطينية، بالإضافة إلى المساهمات المباشرة، حتى أن أحد رجال الأعمال الفلسطينين زود إحدى المستوطنات بكمية من الباطون الجاهز تقدر بـ 18 مليون شيكل خلال أسبوع واحد!".

ويضيف سميرات "الفلسطينيون ساهموا في بناء جدار الفصل العنصري الإسرائيلي في المناطق الحساسة التي لم تسطع سلطات الإحتلال الوصول إليها إما من خلال الأموال أو من خلال الأيدي العاملة".

وعن أسباب توجه رجال الأعمال الفلسطينين إلى الإستثمار داخل المستوطنات وإسرائيل يقول سميرات: هناك مجموعة من عوامل الجذب التي تدفع رجال الأعمال الفلسطينين نحو الإستثمار داخل "إسرائيل" والمستوطنات وجود مجموعة من التسهيلات في الإقتصاد الإسرائيلي التي تتعلق بالضرائب والجمارك وفرص الربح والعمل.

وعن العوامل الطاردة للاستثمار الفلسطيني من الأراضي الفلسطينية تجاه "إسرائيل" يقول سميرات: "العقبات التي تعترض المستثمر الفلسطيني داخل السوق الفلسطينية بسبب الإحتلال، كصعوبة إستيراد المواد الخام، وعدم وجود مناطق صناعية وبنية اقتصادية تحتية قوية، والحواجز العسكرية التي يفرضها الإحتلال الإسرائيلي تعيق حركة البضائع والمنتجات بين المحافظات الفلسطينية وكذلك إتفاقية باريس الإقتصادية 1993 التي كبلت الإقتصاد الفلسطيني في العديد من الجوانب والتي تحد من نمو الاقتصاد والاستثمار الفلسطيني".

وحسب الدراسة، فإن رأس المال الفلسطيني المستثمر في "إسرائيل" يوفر العديد من فرص العمل، بالإضافة إلى زيادة في الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي بقيمة 340- 700 مليون دولار لكل مليار دولار، أما على الجانب الفلسطيني فالخسائر فادحة، إذ أن الخسارة تقدر بنصف الناتج المحلي الإجمالي الفلسطيني كما أن الإقتصاد الفلسطيني يخسر ما يقارب الـ 200.000 فرصة عمل كان بالإمكان أن يوفرها رأس المال الفلسطيني المستثمر في المستوطنات وإسرائيل.

استثمارات قبل السلطة

ويرى سميرات "انه لو أن رأس المال الفلسطيني المستثمر في إسرائيل والمستوطنات جرى استثماره في الإقتصاد الفلسطيني لكان بالإمكان أن نقلل من الإعتماد على المساعدات التي تقدمها لنا الدول المانحة وأن نوفر لأبناء شعبنا العديد من فرص العمل هذا بالإضافة زيادة وتيرة عملية إصلاح الإقتصاد الفلسطيني وكذلك زيادة العملية الإنتاجية".

وأضاف سميرات أن غالبية الإستثمارات الفلسطينية في إسرائيل والمستوطنات كانت قائمة قبل مجيئ السلطة الفلسطينية إلا أن هذا لا يعفي السلطة من مسؤولياتها حيال هذه القضية، وفي معرض تعليقه على حملة مقاطعة منتجات المستوطنات والمنتجات الإسرائيلية يقول سميرات: إنها حملة جيدة لكنها بحاجة إلى إدار أفضل خاصة مع العلم أن نسبة الإستثمار والتجارة في إسرائيل والمستوطنات إزدادت بعد قرار مقاطعة المنتجات والبضائع الإسرائيلية.

 إن إمكانية خلق بيئة إستثمارية في الأراضي الفلسطينية واردة حسبما قال سميرات، ويجب أن يأخذ صناع القرار في وزارة الإقتصاد الوطني في الحسبان دراسة العوامل التي طردت الإستثمار الفلسطيني نحو المستوطنات وإسرائيل، والعمل على حل المشاكل المترتبة على هذا التوجه، وتشجيع المسثمرين الفلسطينين على الإستثمار في الأراضي الفلسطينية من خلال توفير التسهيلات والفرص الأفضل لهم.


اجهاض الأجنة المشوهة.. الإفتاء يشترط والكنيسة ترفض

رام الله- منجد أبو شرار- تعتبر قضية اجهاض الأجنة المشوهة من بين القضايا الجدلية التي تثير رأي المهتمين في الشارع الفلسطيني، خصوصاً مع تزايد نسبة الأجنة المشوهة ابان الحرب الأخيرة على قطاع غزة وهذا ما أكدته وزارة الصحة في القطاع، بالاضافة إلى تكرار العديد من حالات تشوه الأجنة المتشابهة، ولا ننسى ظاهرة زواج الأقارب التي تتسبب في العديد من حالات التشوه لدى الأجنة.

"مجتمعنا الفلسطيني لا يرحم أحد" هذا ما قالته أم انس35 عام من الخليل، تقول إنها أجبرت على اجهاض جنينها بعد أن أكدت الفحوصات الطبية المتكررة إصابته بمرض البلاهة المنغولية، "أجهضته خوفاً من كلام الناس وما سيجره لنا من سمعة سيئة في كنف مجتمع لا يحترم الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة بل يجعل منهم عيباُ وعاراً على أهلهم وكأنهم هم من أرادوا لابنهم تلك الاعاقة، على الرغم من أنه ليست هناك علاقة قرابة تذكر بيني وبين زوجي، إلا أنه قدر الله".

لا يختلف حال أم فضل47 عاماً كثيراً عن أم أنس، أم فضل وهي أم لطفلين معاقين عقلياً أجهضت جنينها الثالث خوفاً من أن يكون مريضاً كإخوته الذين سبقوه، تقول: "لم يكن أمامي الكثير من الخيارات، لقد عانيت كثيرا وما زلت  أعاني من العناية بأطفالي لضعف تعاونهم معي، أنصح كل الشباب والفتيات أن يتجنبوا زواج الأقارب الذي أحال حياتي إلى كابوس مزعج، وأن يهتمو كثيرا بفحوصات ما قبل الزواج".

الإفتاء: مسموح بشروط

يقول مفتي محافظة رام الله والبيرة الشيخ ابراهيم خليل عوض الله: بشكل عام لا يجوز اجهاض الأجنة بغض النظر عن عمر الجنين، إنما يفتى بجواز الإجهاض في حالات خاصة جداً تدرس بكل تفاصيلها، وهناك شرطان أساسيان في قضايا الإجهاض، الأول وهو وجود درجة عالية من الإعلاقة لدى الجنين تنتفي إمكانية علاجها بالاستناد إلى فحوصات طبية مؤكدة وهو ما نقوم به بالتعاون مع وزارة الصحة الفلسطينية، أو أن تستحيل حياة الجنين بشكل يمكنه من العيش بشكل سليم، والثاني أن لا يتجاوز عمر الجنين مدة 120 يوم أو أربعة أشهر وهذا لا يعني جواز الاجهاض في فترة ما قبل اتمام ال120 ما لم يتوفر عذرا محلا يستدعي النظر في عمر الجنين.

ويضيف عوض إن تم اكتشاف التشوه بعد نفخ الروح في حياة الجنين فلا يجوز اجهاضه مطلقاً، ولو كان موته متوقعاً بعد ولادته على الغلبة، إلا في حال حال كان بقاء الجنين يشكل خطرا حقيقياً على حياة أمه؛ لأن استبقاء حياة الأم القائمة أولى لتحقق وجودها مقارنة مع حياة الجنين المظنونة، وإن لم يتم اكتشاف التشوه لعدم امكانية معرفة ذلك إلا بعد نفخ الروح، فيجوز عند بعض العلماء الأقدمين الاجهاض وهذا ما أقرته المجامع الفقهية المعتبرة ولجان الفتوى الطبية المتخصصة.

الكنيسة تحرم بشكل قاطع

وحول موقف الديانة المسيحية من اجهاض الأجنة المشوهة، يقول الآرشمندريت الياس عواد من كنيسة الروم الأرثوذوكس-رام الله: إن الكنيسة تحرم الإجهاض سواء أكان الجنين سليماً أو مشوهاً، بل وتعتبر فعل الإجهاض خطيئة كبرى، وحتى لو كان الجنين مصاباً بدرجة عالية من التشوه والإعاقة فلا يجوز اجهاضه لأنه بكل الأحوال عطية الله ويجب أن نرعاها نحافظ عليها.

ويضيف عواد يجب أن لا نراهن على الفحوصات الطبية لأنه غالبا ما يخطئ الأطباء في تشخيص حالات الإعاقة ودرجتها لدى الأجنة، ويجوز الاجهاض في حالة واحد وهي أن يشكل استمرار الحمل خطراً على حياة الأم قد يفضي بها إلى الموت.

اتحاد المعاقين: درجة التشوه المسموح بها

ويقول رئيس الاتحاد الفلسطيني العام للأشخاص ذوي الاعاقة عبد الحميد عاصي: إذا وصل الجنين مرحلة الحياة فلا يجوز لأحد أن يحرمه حقه في الحياة الذي منحه الله له، أما إذا أثبتت الفحوصات الطبية وجود درجة عالية من التشوه أكثر من60% عندها لا مشكلة في الإجهاض، كما وأكد عاصي على اهمية الفحوصات الطبية التي يتوجب على الزوجين القيام بها للتقليل من فرصة ولادة أطفال وأجنة مشوهين.

ويبدو أن القانون الفلسطيني قانون العقوبات 1960 يتفق إلى حد ما مع الموقف الرافض لعملية اجهاض الاجنة، إذ نصت المادة 321 من قانون العقوبات على أن: " كل امرأة اجهضت نفسها بما استعملته من الوسائل او رضيت بأن يستعمل لها غيرها هذه الوسائل ، تعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات".

أم عامر جابر"كومة حجار ولا هالجار"

أفراد عائلتها يقضون عمرهم في مواجهة"كريات أربع"

الخليل- منجد أبو شرار- 6 أمتار فقط هي التي تفصل منزل "أم عامر جابر" عن منازل مستوطني "مستوطنة كريات أربع" أو "جعبرة " شرقي الخليل، للتنويه فقط: ليست "أم عامر جابر" هي التي سكنت في مستوطنة "كريات أربع"، بل إن مستوطنة "كريات أربع" هي التي اقتمحت على "أم عامر" حياتها ونهبت أرضها وضيقت على أسرتها العيش في منطقة "وادي أبوعياش".

اعتقال من المهد إلى اللحد

النوافذ وأبواب المنزل والمخازن جميعها لفت بشباك حديدية علها تقي أسرة "أم عامر" حجارة المستوطنين، "الاحتلال يعتقل المواطنين الفلسطينين لعام أو عشرة أو حتى أكثر، لكننا هنا معتقلون حكم عليهم لمدى الحياة من المهد إلى اللحد"، بهذه الكلمات تحاول "أم عامر" التعبير عن معاناة أسرتها جراء اعتداءات جيش الاحتلال ومستوطنيه، الشتائم، إلقاء الحجارة عليهم سواء وهم داخل المنزل أو في الشارع، ورميهم بالبيض الذي لا زالت آثاره واضحة على  جدران المنزل لهذه اللحظة.

تقول "أم عامر": "جيش الاحتلال والمستوطنين يتفنون في إهانتنا، عندما نطالبهم بمراجعة كاميرات المراقبة لكشف اعتداءات المستوطنين على الأطفال والمارة يقولون:"الكاميرات لا تعمل" على العكس في حال سجلت الكاميرات مشهد لطفل أو شاب يدافع عن نفسه فبكل تأكيد الكاميرا تعمل، والمؤسف أن لا أحد من المسؤولين الفلسطينين يلقي لنا بالاً، في فترة الأعياد اليهودية لا ليلنا ليل ولا نهارنا نهار!، يجمع المستوطنين الأخشاب ويشعلون النار ليلاً، الغناء يستمر لساعات ما بعد منتصف اليل، في النهار يدقق حراس المستوطنة في كل شيء: أين ذاهب؟، أين كنت؟، ماذا تحمل؟، افتح الكيس؟، والتفتيش الشخصي، عدا عن صلب الشباب لساعات طويلة في البرد والحر".

اصرار على الحياة

بجانب منزل "أم عامر" نظف الأطفال الفلسطينيون الأرض، سووها، نصبوا خشبتين على كل جانب، وكرة صغيرة جمعوا ثمنها من مصروفهم اليومي، فإذا هو ملعب كرة قدم يروحون فيه عن أنفسهم، على الجانب الآخر ألعاب عديدة، مراجيح، بالونات ضخمة، سحاسيل، منتزه لأولاد الدخلاء المستوطنين، والعلاقة بينهم ليست أكثر من علاقة صاحب الحق الفلسطيني المظلوم مع العدو الاسرائيلي، "كالنار والبنزين" على حد تعبير أم عامر.

ضرب الاحتلال زوج "أم عامر" على رأسه مرات عدة، النتيجة أن أصيب زوجها بعجز نسبته 85% بعد إصابتة بنزيف حاد على الدماغ، ولولا ذلك لألقى به جنود الاحتلال هو وفرشته عن سطح المنزل، تقول أم عامر" منذ فترة منعنا الاحتلال من الصعود على سطح المنزل، ولما كانت الأجواء حارة آثر زوجي النوم على سطح المنزل، عندما شاهده جنود الاحتلال اقتحموا المنزل وحملوا زوجي هو والفرشة وكادو أن يلقوا به عن سطح المنزل، لولا أن صرخت عليهم أشرح لهم مرض زوجي.

اعتقال الإبن واجهاض الجنين

تقول أم عامر: "يوم خطوبة ابني عامر26 عاماً اعتقله الاحتلال ونغص عينا فرحة طالما انتظرناها، وتستذكر "أم عامر" عندما اقتحم المستوطنون منزلها فتقول: " ذهبت إلى سوق الخليل لأشتري بعض احتجيات المنزل، وعندما تجاوزت مدخل المستوطنة أثناء السير في الطريق إلى المنزل، كان المستوطنون قد انتشرو في كل مكان من الشارع، يهتفون ويصرخون، أقترب شيئا فشيئا إلى المنزل فإذا بصرخات أبنائي وبناتي تتعالى من داخل المنزل، المستوطنون اقتحمو منزلي ودمروا محتوياته، قبل أن أصل بوابة المنزل شدني المستوطنون وأسقطوني أرضاً وانهالوا عليّ بالضرب، كنت حاملا في تلك الفترة في الشهر الخامس، توفي الجنين على الفور بعد ما ضربني المستوطنون بلا رحمة.

"شو جبرك على المر؟"

يقول المثل الشعبي: "شو جبرك على المر؟، قال: الأمر منه"، هو بالضبط ما يجيب على تساؤل لماذا تقوم اسرة "أم عامر" بغسل سيارات المستوطنين في مشحمتهم الموجودة في الطابق الأول من المنزل؟، ترد أم عامر"كيف بدي أعيش؟! أسرتي عشرة أفراد من سينفق عليهم وزوجي عاجز بنسبة 85% ؟!، المؤسف أن المحافظة تعلم جيداً بوضعنا السيئ، لم يقدمو لنا شيئاً، أمام الناس يقولون لنا: حياكم الله أكتبوا لنا مطالبكم في رسالة لنعرف احتياجاتكم، وبعد مراجعتهم عشرات المرات لا نرى منهم شيئأ يحمد".

 المخاطر والإهانات التي تتعرض لها أم عامر دفعتها إلى الرحيل من منزلها لأربع سنوات متتالية، تتساءل "أم عامر" : "أين السلطة وأين مؤسساتها؟، لماذا لا يساعدوننا على الصمود في أرضنا؟، أين المسؤولين الذين يتغنون بدعم صمود الفلسطينين في مواجهة الاستيطان؟، في حال أقدم أحد على بيع منزله  أو هجره  يستنكر الجميع ما فعل، يقولون إذا كان محتاجاً للمساعدة لماذا لم يتوجه إلينا! رغم أن أقدامنا حفيت ونحن نراجع المحافظة والمسؤولين، نحن ننتظر مصيراً مجهولاً!".