"طوشة المشايخ" في مسجد البيرة.. سنةٌ أم فَرض! (فيديو)

رام الله- (خاص شاشة نيوز) - تقرير منجد أبوشرار- "وَلَّعت!..حسبي الله ونعم الوكيل.." العبارة التي باتت ركناً أساسياً من صلاة المصلين يوم الجمعة بمسجد البيرة (جمال عبد الناصر) في رام الله.

من فمك أدينك يا "افيخاي أدرعي- AVICHAY ADRAEE"

بلغ عدد الشهداء الأطفال خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 43 طفلا من أصل 167 شهيدا. وجُرح أكثر من 330 طفلا من ما يقارب 1225جريحا.

للمجانين فقط!

انطلق اللص الورع إلى المسجد ليقيم صلاة الفجر, كبر الله مرة وشتمه في الثانية، وأمن من خلفه المُصلّون، وفي السجود دعا الله أن يوفقه

هيـــش للحمير !

بعد منتصف الحصة، كانت الثالثة، وبينما الجميع بفكر في الفرصة والساندويتش، قال الرجل بثقة: "Pencils down"، أظن أنه كان يستعرض عضلات

أم عامر جابر"كومة حجار ولا هالجار"!

للتنويه فقط: ليست "أم عامر جابر" هي التي سكنت في مستوطنة "كريات أربع"، بل إن مستوطنة "كريات أربع" هي التي اقتمحت على "أم عامر" حياتها ونهبت أرضها وضيقت على أسرتها العيش في منطقة "وادي أبوعياش".

2015-03-23

"ست الحبايب".. وُرودٌ وعُقوق!


منجد أبو شرار- منذ ساعات الفجر وهاتف أم سعيد التي لم تكسب من كنيتها إلا الإسم بسبب مشاكل أبنائها مع أهل الحي، والهاتف يرن مرة تلو الأخرى مثيرا حالة من الصخب والقلق في المنزل، فإذا هو سعيد "أبو المشاكل" أراد أن يقول لها في يوم الأم إن "كل أيام السنة عيد وليس هذا اليوم الكافر، حسب تقويم الفرنجة، رغم ذلك كل عام وأنتي بخير"، دعوات بالرضى والتوفيق سمعها وأنهى المكالمة كإبن بار! 

حينما أغلق الهاتف حَضَر من مكان بعيد في ذاكرته يوم أن كسر مرايا السخان الشمسي لأن "ست الحبايب" رفضت أن تعطيه 3 شواقل لإصلاح إطار درجاته الهوائية! لتثور هي الأخرى كالبركان تنفث سحابة ضخمة من شتائم طالت الذات الإلهية! أتبعتها برشقات مما تيسر من الحجارة بعضها أصاب حديقة الجيران! وهو يقف من بعيد يصفق ويصرخ "إي إي إي.. ولـــــعـــت ولـــعــت"!.

خطيب الجمعة في مسجد المدينة خَسِر من صِحَته الكثير وهو يصرخ على المنبر رغم وجود السماعات- لا أعلم لماذا- ليقول إن الإسلام كَرّم المرأة أمًا وأختًا وابنةً وزوجةً، مستطردا في الاستدلال على ذلك بآيات من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة وبحوادث من التاريخ الإسلامي، وإنه ليس هناك في الإسلام شيء اسمه "عيد الأم". أحد الشبان كان يقف بباب المسجد مع نهاية الصلاة وفي يده مجموعة من المنشورات ويردد: "أضخم عروض الهدايا من (...) في عيد الأم، كل عام وست الحبايب بألف خير!" وطفل بَدَت عليه ملامح الضَجَر يسأل والده "بابا ليش الشيخ كان يصرخ!".

بعد يوم حافل بالشغب والمشاكسة أنهت "ميرال" دوامها المدرسي، وكما الطلاب "المتفوقين"، متناسية وصايا أمها، ألقت بحقيبتها على مدخل المنزل! ودخلت بوجهها الأحمر الذي تلقى صفعة من المُعلمة لأنها لم تحل الواجب، وسألت؛ يما.. يما.. إيش طبختي اليوم؟ ردت أمها: مجدرة ! مالها المجدرة منيحة، أشاحت "أبو الشباب" بوجهها اشمئزازا وأطبقت باب الغرفة بقوة، فتحت جهاز الحاسوب وكتبت "كل عام وأنتي بألف خير يا ماما، الله يخليلي إياك يارب وما يحرمنا منك" وانهمرت "اللايكات" نفاقا، ودموع أمها أسفا!

 الساعة الآن التاسعة مساء.. يلمم محمد بقايا ورود وحب باعها للمارة في "يوم الأم" على دوار الشهداء وسط المدينة، لا يأبه كثيرا لجدل المشايخ إن كان "يوم الأم" حلال أم حرام! هو يأبه فقط لجمع ما يكفي من النقود حتى يشتري علبة الدواء لأمه المريضة، مرضها اقعدها عن العناية بأبناء غاب ابوهم، وفي هذا اليوم قرر صاحبنا ألّا يعود إلا وعلبة الدواء برفقته، ظل حتى المساء متنقلا من إشارة لأخرى ينادي: ورد ورد.. وفي المساء دلف الى صيدلية، طلب من الصيدلي الدواء وأوصاه وصية، ثم اتجه الى المنزل يحث الخطى رغم تعبه، دخل على والدته، قبّل يدها ثم اعطاها العلبة، على وجهها الاول مكتوب: حبة 3 مرات يوميا، وعلى وجهها الأخر كل يوم وأنت بألف بخير.

جارتنا "فادية أم شنب"


منجد أبو شرار - كانت "فادية" بنت الجيران، إذا صَرَخَت باكيةً أو ضاحكةً، استعاذ أهلُ الحيَ بالله من الشيطان الرجيم لِقُبحِ صَوتها، كان جهورًا نعورًا، كَعِقابٍ سَلّطَه الله على عبادٍ ظالمين، ليفزَع الحاج أبو محمود من سكينته قرب حائط المسجد مستذكرا قوله تعالى: "فأخذتهم الصيحة مشرقين* فجعلنا عاليها سافلها"، ينظر حوله وقد تَحَلّقت عَيناهُ فَيأخُذ نَفَسًا عميقًا ويطلق العنان لجسده الثقيل متهاويا على كرسيه.

أَحد الفِتيَة الأشقياء أَطلَق على جارتِنا لَقب "فادية أم شنب"، رُبما كان محقًا! فهي قَوية البُنيَة يَهابها الجميع، لا أحد من أَقرانِها يَجرُؤ على الاقتراب منها، وإلا سَتُبرّحه ضربًا دون أي تَرَدُد، فيما يَقَفُ الآخرين مُتفرجين مُتخذين مَنطقة أمنية عازلة وقد بلغت القلوب الحناجر، وجوهههم مُتَجَهِمة يَحسبون كُل صيحةٍ عَليهم، يَحولُ دون تَدَخُلِهم قتلة مشابهة كالتي حلت بصاحب "براءة اللقب". لا أبشع من أنثى مُتَرَجِلة!

كَبرت "فادية أم شنب" وأصبحت في سن الزواج، تَقدَم لها شابٌ بائس من حارة بعيدة، رث الثياب وكذا الحال، لا يملك إلا غبارًا وفقرًا أخفاهما تحت ثياب استعارها من صديق له، في الحقيقة لم يسبق له أن سمع صوتها! لكنه سَمِع صوت والدها حينما نَفَشَ ريشه في غرفة الضيافة وقال: شوف ياعمي.. بدنا 5 آلاف دينار أردني مهر مقدم، و5 آلاف دينار أردني مهر مؤجل و300 غرام ذهب، وألفين دينار كسوة للعروس، والله يهنيكم! في الأثناء صدرت جَلَبَة مريبة من الغرفة المجاورة، تبين لاحقا أن "أم شنب" سقطت عن الكرسي بينما كانت تحاول أن تمد رأسها خارج الغرفة لتسترق السمع! لله الحمد أنها لم تصب بأذى.

لَملَم الشابُ خيبتهُ وشظايا أمله سريعًا، وَسَلَم على والدها وقد أشاح بوجهه عنه وهو يتمتم: "أبو بربور بِفكر بنته مش طالع شكلها!"، انسحب من المنزل بهدوء سرعان ما بدده صوتا زمجر خلفه تردد صداه في كل المكان، فإذا هي "أم شنب" تُنْكِر على والدها رد عريس الغفلة، بينما أطلق صاحبنا العنان لرجليه هربا وأبو محمود يردد "خَلِلّها يا أبوها خللها"!

في الطريق إلى جامعة بيرزيت

سيارات بيرزيت- صورة لراية أف أم
منجد أبو شرار - رَسَت السَيدةُ السَمينَة على كُرسي سيارة "الفورد" وبدا جليًا أن الله بارك لها في كل إمكانياتها، تلاطم الركاب بِبَعضهم وكَأن أَمواج
المَد العالي ضَرَبَت التاكسي. خلال المسافة من مدينة رام الله إلى جامعة بيرزيت بَقيتُ معلقَا على أقصى يسار الكرسي الأخير لا أنا على الأرض ولا في السماء، فكلما مالت السيارة يسارًا تَشَهدتُ وأَقبَلتُ على الله، وحاولتُ النَظَرَ جادا من النافذة كي يبدو الأمر طبيعيًا، لا شك أنني كنت من "أهل الشمال" في تلك اللحظات!

وبينما السائق اللئيم لا يُلقي لي بالًا، كانت السيارةُ تَموجُ بِمَن فيها بخاصة على المَطبّات وما أدراك ما المَطبّات! صَرَخت السيدة في وجه السائق "سَواد عَليك! بِّدكَ تكَتلنا! شوي شوي!"، قلت لنفسي يبدو أن أنفها الذي اصطدم بالكرسي المقابل آلمها حين توقفت السيارة فجأة.. "جابنا في حوض نعنع!" قال أحد الركاب من الكرسي الخلفي.

كثير من سائقي تاكسيات خط رام الله- بيرزيت يظنون أنهم ينقلون بندورة وبطاطا لا بشر أو طلاب أو أهالي بلدة بيرزيت! سرعة عالية لا داعي لها غالبا ما تنتهي بمشادة كلامية مع السائق، والمَطبّات لا اعتبار لها، 4.5 شيقل أجرة الراكب هي كل شيء.

ومن مفارقات السائقين غير المنطقية أيضا، أنه في ساعات الصباح إذا أردت أن تذهب لبلدة بيرزيت وليس الجامعة، يَتَمَعَرُ وجه السائق ويقول: إبحث عن سيارة ستذهب للبلدة! وفي المساء إذا أردت أن تذهب للجامعة يقول لك السائق إبحث عن سيارة ستذهب للجامعة، رغم أن مسار المركبات شامل للبلدة وللجامعة في كل الأوقات والأحوال! وبين البلدة والجامعة والسائق تضيع دقائق حاسمة في بحر اليوم.

قبل أيام معدودة تقرر لسبب ما نقل مرأب سيارات بيرزيت لساحة قرب مقر الرئاسة، الطلاب مستاؤون جدا من القرار، بخاصة أن فصل الشتاء على الأبواب، وهذه ليست المرة الأولى التي يتغير فيها مكان موقف السيارات.. السادة في أماكن صنع القرار اعثروا على مكان مناسب للمرآب وكفى.

2013-06-18

رعاة الذباب والهسهس!

الخليل- منجد أبو شرار- على أنغامِ طَنينِ البعوض و"تِي رَش رَش" اجتمعَ رعاةُ الذباب والهسهس ليلاً، والليل على العيوب سَتَّار. تناكحت عقولهم في خُلوة محرمة ليتناسل الدمار والخراب من بنات أفكارهم.

والخرابُ هنا كالموت في بلادِ العرب، كأمة تطايرت منها شظايا الغباء والحُمق- بَعدَ أن حادَت عن طَريقِ عِزتها- مثل قُنبُلةٍ عنقوديةٍ انفجرت في مسجدٍ بدمشق أو بمقام في كَربلاء، فتعالت أصوات شتائم الأموات عليها من الأجداث.

عجائز الطوابين النّمامة الثرثارة، قليلة الحيلة، وكعادتها لم تفعل شيئا سوى النحيب واللطم، واختبأت خلف مبررات هشة من زجاج، وأعلنت عن حملة لاغتصاب العقول! رغم أنها لم تعد عذراء منذ زمن، وبعض الفكر عُهر، وعهر البعض فكر!.

لحظة.. دعونا نمارس قليلاً من الكذب الحلال. الصدق يقتلنا يا قوم! الأعرابُ صَنعت الأصنامَ وعَبَدَتها أملاً في شفاعتها عند الله، وأحيانا من جوع. نحن "المبدعون!" نصنع الأصنام في كل حين، لِتَمتَطي عُقولنا وتَأكلنا حين تجوع أفكارها.. حتماً سيغضب أبو جهل، وتلعننا اللاة والعُزى وهبل!.

ذات يوم حَلُم رجل واقتحم. وبما اننا نائمون لِنحلُم، مع العلم أن الحلم مجاناً حتى أنه يحدث وأنت نائم، تخيل! ولن يرهق عقلك العظيم، عَلَّنا نُحطم أصنام صنعها وعينا والقَوَّادون.

يقول علماء الحشرات: للذباب القدرة على التنبؤ بقدوم الأعداء من خلال استشعار التغير في حركة الهواء بواسطة قرون الاستشعار والأجنحة، ما يجعل من امكانية صيدها أمرا صعبا غالبا، بين هذه السطور الكثير من الذباب، جيد إن اصطدت واحدة!.